نمو الاستثمار السياحي المستدام في سلطنة عُمان

أفق برس / 28 يونيو 2025 - خاص:

________________________

تشير التقديرات إلى تزايد وتيرة الاستثمار السياحي المستدام في المحميات الطبيعية بسلطنة عُمان، بفضل دعم المبادرات التي يطلقها كلٌّ من القطاعين العام والخاص، ضمن جهود البلاد لتعزيز السياحة البيئية.

أنشطة سياحية من التراث العُماني

وفي هذا السياق، تعمل الجهات المختصة في عُمان على دراسة وتقييم فرص الاستثمار في المحميات الطبيعية من مختلف الزوايا، مع التركيز على الخصائص البيئية والميزات التنافسية التي تنفرد بها كل محمية.

وقد جرى توقيع تسعة مشاريع استثمارية في سبع محميات طبيعية، بهدف تعزيز السياحة البيئية بمشاركة فاعلة من المجتمع المحلي، وبحجم استثماري يتجاوز 80 مليون دولار.

وتشمل هذه المشاريع مجموعة من الخدمات المتميزة، أبرزها إنشاء مراكز معلومات تُقدِّم محتوىً تثقيفيًا حول التنوع الإحيائي في كل محمية، إلى جانب توفير خدمات إرشادية للسياح.

كما تتضمن المشاريع تخصيص مساحات لعرض المشغولات اليدوية والمنتجات المحلية التي تصنعها الأسر المنتجة.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء مرافق فندقية صديقة للبيئة تتماشى مع طبيعة كل محمية، بما يضمن تقديم تجربة سياحية متكاملة ومستدامة.

ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوات في تطوير عدد من المحميات بمختلف محافظات السلطنة، إلى جانب الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية الفريدة التي تزخر بها تلك المواقع، وتحويلها إلى منتجات سياحية بيئية مستدامة.

تُعد "محمية المها العربية" في محافظة الوسطى من أبرز هذه المحميات، إذ تشتهر بإعادة توطين المها العربي، ما يتيح للزوار فرصة مشاهدة هذه الحيوانات النادرة في بيئتها الطبيعية.

وتوفر المحمية جولات برية تعريفية تسلط الضوء على جهود الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، إضافة إلى مرافق مخصصة للتصوير الفوتوغرافي البري.

أما "محمية خور روري" في محافظة ظفار، فتجمع بين عبق التاريخ وجمال الطبيعة، إذ تحتضن مدينة سمهرم الأثرية ونظامًا بيئيًا فريدًا. 

ويمكن للزوار استكشاف الموقع الأثري ومراقبة الطيور المهاجرة، إلى جانب الاستمتاع بجولات القوارب التقليدية في مياه الخور.

وتبرز "محمية السلاحف" في جزيرة مصيرة كواحدة من أهم مواقع تعشيش السلاحف في المنطقة، حيث تقدّم برامج سياحية بيئية متخصصة، تشمل رحلات مراقبة السلاحف وفرص التطوع في برامج الحفاظ عليها.

وتُسهم هذه المحميات في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كوجهة رائدة للسياحة البيئية من خلال تجارب فريدة تمزج بين المغامرة والمعرفة، مع الحفاظ على التوازن البيئي.