مشروع طريق التنمية يفتح آفاقًا جديدة للاقتصاد العراقي

أفق برس / 5 يونيو 2025 - خاص:

________________________

يُعد مشروع طريق التنمية أحد أضخم المشاريع الاستراتيجية في العراق، ويهدف إلى إنشاء طريق بري وسكك حديدية تمتد من الحدود التركية شمالًا إلى الخليج جنوبًا، مرورًا بالمحافظات الغربية والوسطى.

مشروع طريق التنمية

يُنظر إلى هذا المشروع باعتباره محركًا للتحول الاقتصادي، إذ يسعى إلى تعزيز التجارة البينية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد شبه الكامل على النفط.

وقد بدأت ملامح المشروع تتجلى على أرض الواقع مع إنجاز أجزاء من المسار، حيث سجلت بعض القطاعات نموًا ملحوظًا، لاسيما قطاع النقل والخدمات اللوجستية، الذي شهد تطورًا في حركة الشحن عبر المنافذ الحدودية.

كما أسهم المشروع في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، سواء خلال مراحل الإنشاء أو في مرحلة التشغيل المستقبلية.

ومن الناحية التجارية، بدأت شركات دولية تُبدي اهتمامًا بالاستثمار في المناطق المحيطة بالطريق، خصوصًا في مجالات الطاقة والتعدين، مما يعزز فرص تحويل العراق إلى ممر تجاري يربط بين أوروبا وآسيا.

يتكوّن المشروع العملاق، الذي يحظى باهتمام كبير من السلطات العراقية، من شقين: أولهما استكمال أعمال إعادة بناء ميناء الفاو الكبير.

أما الشق الثاني، فيتمثل في إنشاء ممر "القناة الجافة"، والذي يتضمن مد خط بري من ميناء "الفاو الكبير"، باتجاه الحدود مع تركيا، مرورًا بمدن الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد، وصولًا إلى الموصل.

ميناء "الفاو الكبير" شريان تجاري

توفر القناة الجافة إمكانية ربط هذا الخط البري من الموصل إلى ميناء "مرسين" التركي، إضافةً إلى إنشاء شبكة قطارات سريعة.

كما يُتوقع أن يمتد مسار القناة إلى منطقة "فيشخابور" شمال العراق عند المثلث الحدودي "العراقي-التركي-السوري"، حيث أعلنت تركيا سابقًا نيتها إنشاء معبر حدودي إضافي باسم "أوفا كوي"، يكون موازيًا لمعبر "خابور" القائم حاليًا.

ورغم الإيجابيات الكبيرة، يواجه مشروع طريق التنمية عدة تحديات، أبرزها الأوضاع الجيوسياسية، في حين تُشكّل التكاليف المرتفعة ضغطًا على الموازنة العامة، خاصة في ظل الحاجة إلى تمويل بنية تحتية متكاملة تشمل الطرق والجسور والخدمات.

ورغم هذه التحديات، تشير التقديرات إلى أنه في حال تنفيذ المشروع وفق الخطط الموضوعة، فإن العراق سيكون قادرًا على التحول إلى مركز لوجستي إقليمي يعتمد على حركة التجارة الدولية بدلًا من اقتصاد أحادي المصدر.

كما أن تطوير المناطق المحيطة بالطريق قد يُفضي إلى إنشاء مدن جديدة ومراكز اقتصادية، الأمر الذي يسهم في تحقيق تنمية متوازنة بين المدن العراقية.

تحقيق وإعداد : اسلام ابازيد