مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين إيران وأفريقيا
- Islam Abazied
- 10 سبتمبر
- 2 دقيقة قراءة
أفق برس / 10 سبتمبر 2025 - خاص:
________________________
تواصل إيران تكثيف جهودها لتنمية صادراتها وزيادة حصتها السوقية في القارة الأفريقية، ضمن استراتيجية طموحة تهدف إلى تعزيز حضورها الاقتصادي.
حلقة نقاش اقتصادية في الغرفة التجارية المشتركة الإيرانية – الأفريقية / طهران

وتأتي هذه الجهود في سياق مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، اتسمت بنمو متصاعد وتعاون متوسع.
ففي السنوات الأخيرة، مثّلت الاجتماعات الاقتصادية المشتركة بين إيران وأفريقيا، وخاصة الدورة الثالثة التي عُقدت في مايو الماضي بالتزامن مع معرض إيران إكسبو في طهران وأصفهان، محطةً مفصلية في مسار التعاون.
إذ جمعت أكثر من 700 من الفاعلين الاقتصاديين وكبار المسؤولين من عشرات الدول الأفريقية، وتضمنت أربع جلسات متخصصة واجتماعات ثنائية، إلى جانب زيارات ميدانية للمعارض والمصانع والمراكز الصناعية في أصفهان.
وقد أُعطي التركيز خلالها لأربعة مجالات رئيسية هي: البتروكيماويات، المناجم والمعادن، الزراعة والصناعات الغذائية، إضافة إلى الصحة والمعدات الطبية.
وتشير إحصاءات غرفة التجارة المشتركة بين إيران وشرق أفريقيا إلى نمو ملحوظ في حجم التبادل التجاري، حيث ارتفع بمعدل 2.2 مرة خلال الأشهر الأربعة الماضية مقارنة بالفترة نفسها من العام 2024.
كما بلغت صادرات إيران إلى أفريقيا في الربع الأول من العام الجاري نحو 260 مليون دولار، بزيادة 85 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وتزامن ذلك مع توقيع طهران سلسلة من الاتفاقيات الثنائية مع عدة دول أفريقية، من بينها جنوب أفريقيا ونيجيريا وغانا، ركّزت على قطاعات حيوية مثل الطاقة والتعدين والزراعة.
ويُبرز ذلك إدراك طهران لضرورة تنويع أدوات التعاون وتوسيع مجالات الشراكة بما يتجاوز التبادل التجاري التقليدي.
كما تُبدي إيران اهتمامًا متزايدًا بالاستفادة من الثروات الطبيعية الكبيرة التي تزخر بها القارة الأفريقية، لا سيما في مجالي المعادن والطاقة، في مسعى لتعزيز موقعها الدولي في هذه القطاعات الاستراتيجية.
ويمتد هذا التوجه إلى مشاريع البنية التحتية مثل تشييد الطرق والجسور ومنشآت الري، وهو ما يعكس رغبة إيران في تقديم نفسها كشريك تنموي قادر على توفير حلول عملية لاحتياجات الدول الأفريقية.
وفي إطار التبادل التجاري، تصدّر إيران إلى أفريقيا مجموعة واسعة من السلع تشمل الشاحنات والمركبات الثقيلة، والمنتجات البتروكيماوية، ومواد البناء مثل الإسمنت والفولاذ، إضافة إلى الأدوات المنزلية، بينما تستورد من القارة منتجات زراعية وصناعية مثل البنّ والكاكاو والقطن، فضلًا عن النفط والخامات المعدنية.
غير أن هذا المسار لا يخلو من تحديات، أبرزها العقبات اللوجستية والقيود المرتبطة بالمعايير والتراخيص، إلى جانب تقلبات أسعار الصرف في الدول الأفريقية، والحواجز غير الجمركية.
ومع ذلك، فإن اعتماد إيران مقاربة عملية ونتيجة-محورية، كما ظهر جليًا في اجتماعاتها الأخيرة مع الشركاء الأفارقة، يعكس تصميمها على تجاوز هذه العقبات وبناء حضور اقتصادي مستدام وفاعل في واحدة من أكثر الأسواق العالمية الواعدة.






تعليقات