سلطنة عُمان تُحسّن أساليب إدارة محاصيلها الزراعية

أفق برس / 9 أغسطس 2025 - خاص:

________________________

تبنّت سلطنة عُمان تقنيات مبتكرة لتعزيز إدارة الموارد الطبيعية وتحقيق الأمن الغذائي، حيث باتت التقنيات الحديثة ركيزة أساسية في تطوير القطاع الزراعي، لا سيما في المناطق التي تواجه تحديات بيئية.

تعتمد السلطنة على تقنيات الزراعة الدقيقة، مستفيدة من الأقمار الصناعية لمراقبة صحة النباتات وتحليل التربة، ما يتيح للمزارعين تحديد احتياجات الأراضي من الأسمدة والمبيدات بدقة.

كما تدعم البيوت المحمية المزودة بأنظمة تحكم مناخي زراعة محاصيل عالية الجودة على مدار العام، حتى في البيئات ذات الظروف الجوية القاسية.

وتلعب التكنولوجيا الحيوية دوراً محورياً في تطوير أصناف محاصيل مقاومة للجفاف والآفات، مما يعزز قدرة الإنتاج الزراعي على التكيف مع بيئة السلطنة.

تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية سلطنة عُمان لتحقيق تنمية مستدامة في القطاع الزراعي، عبر تبنّي حلول حديثة تعزز الإنتاجية وتضمن الأمن الغذائي.

ومن بين هذه الاستراتيجيات، يبرز تطوير المدن الزراعية التي تعتمد على تقنيات متقدمة لتحسين الأداء الزراعي وتعظيم كفاءة استخدام الموارد.

يُعد مشروع "مدينة نزوى الزراعية" من أبرز المبادرات في هذا المجال، حيث يهدف إلى تعزيز إنتاج المحاصيل المحلية وتلبية احتياجات السوق من المنتجات الطازجة. 

وتستخدم المدينة أنظمة ري حديثة، مثل الري بالتنقيط، الذي يسهم في تقليل هدر المياه ورفع كفاءة استهلاكها.

أما مدينة صلالة، فهي من المراكز الزراعية المهمة في السلطنة، حيث تعتمد على تقنيات الزراعة المحمية داخل البيوت البلاستيكية والمناخية، مما يساعد في التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة، وبالتالي زيادة إنتاج الخضروات والفواكه على مدار العام، بغض النظر عن الظروف المناخية.

وتشتهر مدينة "البريمي" بمشاريع زراعة التمور والنخيل، حيث تم تطوير مساحات واسعة من الأراضي لتصبح مركزاً رئيسياً لإنتاج وتصدير التمور. 

ويتم هناك تطبيق تقنيات الاستشعار عن بُعد وأنظمة إدارة الموارد المائية لضمان الاستخدام الأمثل للمياه.

تعتمد بعض المدن الزراعية في سلطنة عُمان على الطاقة الشمسية والرياح لتشغيل أنظمتها الزراعية، مما يسهم في خفض التكاليف البيئية والاقتصادية.

ومن أبرز التقنيات المستخدمة، الزراعة المائية، التي تعتمد على زراعة النباتات بدون تربة باستخدام حلول مائية غنية بالمغذيات، ما يعزز الإنتاج ويقلل استهلاك المياه مقارنةً بالزراعة التقليدية.

كما توفر المدن الزراعية بنية تحتية تدعم الزراعة العمودية، التي تستغل المساحات الرأسية لزيادة كثافة الإنتاج مع استهلاك أقل للمياه والطاقة، خاصة في المناطق الحضرية والمساحات المحدودة.

من خلال هذه الجهود، تسعى سلطنة عُمان إلى تنويع مصادر دخلها الوطني، وتقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز قدرتها على مواجهة تحديات الأمن الغذائي بطرق مستدامة ومبتكرة.