دول مجلس التعاون تستثمر تراثها البحري لإنعاش السياحة

أفق برس / 2 مايو 2025 - خاص:

________________________

تسعى دول الخليج بشكل مستمر إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية، مستندة إلى إرثها البحري العريق الذي يمثل جزءاً أساسياً من هويتها الثقافية.

أنشطة بحرية من التراث الخليجي

في الإمارات، تبرز جزيرة "السعديات" في أبوظبي كوجهة ثقافية فريدة، حيث تضم متحف اللوفر أبوظبي الذي يعرض مجموعة واسعة من الأعمال الفنية العالمية، مما يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. 

إلى جانب المتحف، تشتهر أبوظبي بمعالم أخرى مثل مسجد الشيخ زايد الكبير، أحد أروع المعالم الإسلامية المعمارية وأكثرها استقطاباً للزوار.

وفي دبي، تتنوع الخيارات السياحية بين المعالم التراثية والحديثة، حيث يحتل متحف دبي البحري مكانة مميزة لعرض تاريخ الغوص وصيد اللؤلؤ وبناء السفن التقليدية. 

كما تُنظم فعاليات مثل "مهرجان دبي البحري" الذي يمزج بين العروض البحرية والتراث الإماراتي.

تسهم قطر بشكل كبير في إحياء تراثها البحري، حيث يُعد متحف قطر الوطني من أبرز المعالم التي تحتفي بتاريخ البلاد البحري، مع جناح خاص يسلط الضوء على تاريخ صيد اللؤلؤ وقصص البحارة القطريين. 

كما تستضيف العاصمة الدوحة مهرجان "كتارا" البحري، الذي يحيي تقاليد الإبحار عبر سباقات القوارب التقليدية وعروض السفن التراثية "الداو".

تُعتبر سلطنة عُمان واحدة من أبرز الدول التي تتميز بتاريخها البحري العريق، ومن أبرز مشاريعها مشروع "عمان للإبحار"، الذي يتيح للسياح تجربة الإبحار على متن السفن التقليدية كما عاشها البحارة العُمانيون في الماضي.

إضافة إلى ذلك، تُعد مدينة صور مركزاً رئيسياً للتراث البحري في عُمان، وتستضيف سنوياً مهرجان صور البحري، الذي يبرز فنون وحِرف بناء السفن التقليدية ويقدم عروضاً تراثية متميزة. 

كما تُعتبر صلالة وجهة سياحية رئيسية في السلطنة، خاصة في موسم الخريف، الذي يتميز بجمال طبيعي خلاب وأنشطة بحرية متنوعة.

لطالما كانت البحرين عاصمة لصيد اللؤلؤ، حيث يُعتبر طريق اللؤلؤ من أهم المشاريع المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.

 ويتيح المشروع للزوار فرصة استثنائية لاستكشاف تاريخ الغوص وصيد اللؤلؤ.

كما تنظم البحرين فعاليات مميزة مثل مهرجان البحرين البحري، الذي يركز على إبراز الأنشطة التراثية المرتبطة بالبحر، من خلال عروض حية ورياضات مائية تقليدية.

في الكويت، يحتل بيت البحار مكانة بارزة كأحد المعالم التي تحكي قصة السفن الكويتية التقليدية ودورها المحوري في التجارة البحرية.

وتشهد الكويت فعاليات تراثية وثقافية عديدة، من أبرزها مهرجان القرين الثقافي، الذي يحيي الحياة البحرية القديمة من خلال عروض ثقافية تسلط الضوء على دور البحارة الكويتيين في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للدولة.

تسعى السعودية إلى تعزيز مكانتها السياحية من خلال مشاريع ضخمة تركز على التراث والبيئة البحرية، حيث تُنظم فعاليات مثل مهرجان الساحل الشرقي الذي يسلط الضوء على تاريخ المنطقة الشرقية البحري. 

كما تتجه المملكة نحو تطوير وجهات بحرية جديدة مثل مشاريع البحر الأحمر ونيوم، التي تستقطب السائحين الباحثين عن تجارب سياحية بيئية وبحرية متكاملة.

تعكس هذه الجهود الخليجية رؤية استراتيجية تهدف إلى الاستفادة من التراث البحري في دعم السياحة وتنويع مصادر الدخل. 

ومن المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في تعزيز الهوية الوطنية، جذب السياح من مختلف دول العالم، وخلق فرص عمل جديدة مرتبطة بالصناعات التراثية والأنشطة السياحية البحرية.