دول الخليج تسعى لتوطين صناعة الأدوية

أفق برس / 1 أغسطس 2025 - خاص:

________________________

تشهد دول الخليج تحولًا استراتيجيًا في مجال صناعة الأدوية، حيث تسعى إلى تقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز الاكتفاء الذاتي في القطاع الدوائي.

منتجات الصناعات الدوائية

يأتي ذلك ضمن رؤى اقتصادية تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وضمان الأمن الصحي، خاصة بعد التحديات التي كشفتها جائحة "كوفيد-19" حول أهمية توطين الصناعات الدوائية.

تُعد السعودية من أكثر دول الخليج تقدمًا في مجال توطين صناعة الأدوية، حيث تمتلك بنية تحتية متطورة عبر مدن صناعية متخصصة.

وتقدّم المملكة حزمة من الحوافز للمستثمرين، منها إعفاءات ضريبية وتسهيلات جمركية ودعم مالي للبحث والتطوير.

تسعى الإمارات العربية المتحدة إلى أن تصبح مركزًا عالميًا للصناعة الدوائية، حيث تستقطب استثمارات كبرى في مجال التكنولوجيا الحيوية والأدوية الذكية.

وتشتهر "مدينة دبي للرعاية الصحية" و"منطقة حمدان بن محمد للأبحاث الطبية" في أبوظبي بدورهما في دعم الابتكار الدوائي.

وتنتج الشركات الإماراتية لقاحات وأدوية حيوية، كما تقدّم السلطات تسهيلات للمستثمرين، مثل منح الملكية الكاملة للأجانب في قطاع الأدوية وتوفير بنوك حيوية لدعم الأبحاث.

تسارعت جهود قطر لتحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي، حيث أنشأت "مؤسسة حمد الطبية" و"قطر للأدوية" لتعزيز الإنتاج المحلي.

وتشتهر قطر بإنتاج اللقاحات، خاصة بعد نجاحها في تصنيع لقاحات "كوفيد-19" محليًا بالتعاون مع شركات عالمية.

تركّز الكويت على تطوير شركات دوائية وطنية مثل "الكويتية للأدوية" و"صيدلية دسمان"، التي تنتج أدوية لعلاج الأمراض الشائعة.

وتوفّر السلطات الكويتية قروضًا ميسرة للمصنّعين المحليين وتسهّل إجراءات ترخيص المصانع.

في سلطنة عُمان، تعمل شركة "عُمان للأدوية" على إنتاج أدوية أساسية، بينما تقدّم السلطنة إعفاءات ضريبية للمستثمرين في القطاع الصحي.

أما مملكة البحرين، فتعتمد على "مستحضرات بحرين فارما" و"شركة الخليج للصناعات الدوائية"، مع توفير بنية تحتية جاذبة للاستثمارات الأجنبية.

رغم النجاحات، تواجه دول الخليج تحديات مثل نقص الكوادر المؤهلة في التصنيع الدوائي المتقدم، والاعتماد على استيراد المواد الخام.

إلا أن الخطط المستقبلية تركز على الاستثمار في البحث العلمي وبناء شراكات مع كبرى الشركات العالمية، مما يعزّز فرص التحول إلى مصدر رئيسي للأدوية في المنطقة.