دول الخليج تحول تراثها إلى مصدر دخل سياحي
- Islam Abazied
- 17 أغسطس
- 2 دقيقة قراءة
أفق برس / 17 أغسطس 2025 - خاص:
________________________
تشهد دول الخليج تحولًا استراتيجيًا نحو تعزيز القطاع السياحي كأحد روافد التنويع الاقتصادي، حيث تستقطب المنطقة نحو 70 مليون سائح دولي سنويًا، وفق إحصاءات مجلس التعاون الخليجي.
مسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي أحد المعالم الدينية السياحية في الشرق الأوسط

وتتنافس الدول الست في توظيف تراثها الغني من خلال استثمارات ضخمة تمزج بين الأصالة والحداثة، مستندة إلى رؤى وطنية تسعى لتنويع مصادر الدخل القومي بعيدًا عن العائدات النفطية.
تتربع السعودية على قمة الوجهات التراثية في المنطقة بمواقعها المسجلة لدى اليونسكو، حيث تبرز "مدائن صالح" في العلا كتحفة نبطية تعود للقرن الأول قبل الميلاد، بمنحوتاتها الصخرية البديعة، بينما يُعد "حي الطريف" في الدرعية متحفًا مفتوحًا بقلاعه الطينية ومساجده التاريخية.
تقدم دبي تجربة تراثية فريدة عبر برج خليفة، ومتحف "الاتحاد" في منطقة "الجميرا"، الذي يوثق ذاكرة تأسيس الدولة، وحي الفهيدي التاريخي ببيوته المرجانية و"المتحف الذكي" التفاعلي.
برج خليفة في دبي أحد المعالم السياحية

أما أبوظبي فتحتضن مسجد الشيخ زايد، قلعة "الجاهلي" التي تعود للقرن الثامن عشر، و"قصر الحصن"، أقدم مبنى تاريخي في العاصمة، إلى جانب "متحف اللوفر أبوظبي" الذي يسرد حوار الحضارات من خلال أكثر من 600 قطعة أثرية.
في السياق ذاته، تشتهر الدوحة بمتحف الفن الإسلامي، الذي يضم قطع أثرية من ثلاث قارات، فيما يروي متحف قطر الوطني قصة شبه الجزيرة من العصر الجيولوجي حتى العصر الحديث.
وتجسد "قرية كتارا" الثقافية التراث البحري في قطر، بمسرحها الروماني المفتوح ومطاعمها الشعبية، بينما يحتفظ سوق "واقف" بحيويته كأحد أقدم الأسواق التقليدية، حيث تُعرض الحرف اليدوية والمنتجات المحلية.
تحتفظ الكويت بذاكرة الغوص على اللؤلؤ من خلال "متحف السفن التراثية" في منطقة الشويخ و"بيت الغوص" في جزيرة فيلكا.
ويعد "سوق المباركية" رمزًا للتراث الكويتي بمساجده القديمة ومحلات العطور التقليدية، فيما تم تحويل "بيت البدر" و"بيت السدو" إلى متاحف حية تعرض فنون العمارة والحرف التقليدية.
تعتز سلطنة عُمان بمعالمها التراثية، أبرزها "قلعة نزوى" الدائرية الفريدة و"قلعة الجلالي" المطلة على بحر عمان.
ويُعد "سوق مطرح" من أقدم الأسواق الشعبية، حيث تُعرض فيه البخور والفضيات العُمانية، بينما توفر "وادي بني خالد" و"وادي الشاب" تجارب سياحية تراثية في أحضان الطبيعة.
يعتبر "مسار اللؤلؤ" في المحرق أول موقع بحريني مسجل في اليونسكو، ويضم 17 مبنى تاريخيًا مرتبطًا بتجارة اللؤلؤ.
وتشهد "قلعة البحرين"، التي تعود لحضارة دلمون، اكتشافات أثرية متواصلة، فيما يعرض "بيت القرآن" مجموعة نادرة من المخطوطات الإسلامية.
رغم النجاحات الكبيرة، تواجه دول الخليج تحديات في الحفاظ على التوازن بين التطوير العمراني وصون التراث.
إلا أن المبادرات المشتركة لمجلس التعاون الخليجي، إلى جانب الاستثمار في تدريب المرشدين السياحيين المتخصصين، تعزز آفاق هذا القطاع كرافد اقتصادي مستدام في دول الخليج.






تعليقات