دور بارز للذكاء الاصطناعي في مستقبل قطاع الطيران في الإمارات

أفق برس / 7 سبتمبر 2025 - خاص:

________________________

تسير دولة الإمارات العربية المتحدة بخطى واثقة نحو ريادة مستقبل الطيران العالمي، حيث لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة تكنولوجية، بل أصبح العصب الحيوي الذي يتحكم في إيقاع العمليات التشغيلية ويعيد تشكيل تجربة المسافر.

وفي مقدمة هذا التحول، تواصل مطارات دبي بناء منظومة ذكية متكاملة تعتمد على تقنيات تنبئية متطورة ترصد حركة الطائرات، وتدفقات المسافرين، والعوامل البيئية مثل أحوال الطقس. 

وقد ساهمت هذه الحلول في تحقيق أرقام قياسية بحركة المسافرين عبر تحسين دقة توزيع الموارد وتبسيط الإجراءات.

 كما امتد هذا التوجه إلى تعزيز العمليات اللوجستية، حيث أسهم تطبيق نظام متقدم لإدارة المخزون في تقليل الهدر بشكل كبير، وتسريع عمليات الصيانة، والحد من الأعطال غير المتوقعة.

ولم تتخلف المحطات الأخرى عن ركب الابتكار، حيث يبرز مطار الشيخ زايد الدولي في أبوظبي بتجربة "السفر الذكي" التي تقدم للمسافرين مستوى غير مسبوق من السلاسة والابتكار.

ويعتمد مطار الشارقة على شبكات من أجهزة الاستشعار الذكية لإدارة تدفق الركاب ومراقبة صفوف الانتظار تلقائيًا، إلى جانب نظام آلي للتحقق من بوابات الصعود، بما يعزز الأمان ويختصر الوقت.

أما على صعيد الناقلات الجوية، فتسير شركات الطيران الإماراتية مثل "طيران الإمارات" و"الاتحاد للطيران" بخطى ثابتة نحو تبني عمليات ذكية قائمة على البيانات، تُستخدم للتنبؤ المسبق بالأعطال الميكانيكية، ووضع خطط صيانة استباقية، وتخصيص تجربة السفر بشكل شخصي.

 في حين تعتمد شركات الطيران الاقتصادي مثل "فلاي دبي" و"العربية للطيران" أنظمة مرنة قادرة على دعم خطط التوسع المستقبلية ومواكبة متطلبات التحول الرقمي المتسارع.

ومع هذا المسار التصاعدي، تبرز تحديات لا يمكن إغفالها، أبرزها الحاجة إلى استثمارات ضخمة ومستدامة لتحديث البنى التحتية، إلى جانب المخاوف المرتبطة بأمن البيانات والخصوصية في ظل أنظمة مترابطة بشكل متزايد.

 كما يشكل توفير الكفاءات البشرية المؤهلة للتعامل مع هذه التقنيات واستيعاب الأطر التنظيمية والقانونية المرتبطة بها تحديًا إضافيًا.

ورغم ذلك، فإن المستقبل يحمل فرصًا هائلة، إذ يُتوقع أن يسهم التكامل بين أنظمة الذكاء الاصطناعي في مختلف المطارات والشركات الإماراتية في إنشاء شبكة ذكية موحدة، بما يقلل التأخيرات ويرفع الكفاءة على مستوى الدولة.