تكنوفيست إسطنبول 2025: أكثر من 1.3 مليون زائر وتألق حاملة المسيرات "أناضول"

أفق برس / 23 سبتمبر 2025 - خاص:

________________________

لم يكن مهرجان "تكنوفيست" للطيران والفضاء، في نسخته الـ 13 التي احتضنها مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول الأسبوع الماضي، حدثاً عادياً، بل يُعدّ الأضخم من نوعه في تركيا والمنطقة.

مسيرة  هجومية من طراز "بيرقدار تي بي 3" على متن سفينة  "تي سي جي أناضول" خلال المشاركة في مهرجان تكنوفيست اسطنبول 2025

 فقد سجّل المهرجان حضوراً جماهيرياً لافتاً، حيث تجاوز عدد زواره مليوناً و300 ألف شخص خلال أيامه، فيما شارك فيه آلاف المبتكرين والمهتمين بالتكنولوجيا من مختلف دول العالم. 

وبذلك، رسّخ "تكنوفيست" مكانته كمنصة تفاعلية تجمع بين العروض التقنية والعسكرية والابتكار الشبابي وريادة الأعمال.

أهمية المهرجان لم تتوقف عند كونه تظاهرة جماهيرية أو احتفالية، بل مثّل بيئة عملية لاكتشاف المواهب الشابة وتبني ابتكاراتها، من خلال شراكات مباشرة مع مؤسسات الدولة والجامعات والشركات الكبرى في مجالات الصناعات الدفاعية، الذكاء الاصطناعي، الفضاء، والتكنولوجيا المتقدمة. وقد أتاح المهرجان للشباب عرض مشاريعهم، وتلقّي الدعم الفني والاستثماري لتحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتنفيذ.

ومن أبرز محطات المهرجان مشاركة السفينة التركية المحلية الصنع "تي سي جي أناضول"، التي دخلت الخدمة عام 2023 وتُعدّ أكبر قطعة في الأسطول التركي. 

ورغم تصميمها كسفينة هجومية برمائية بالأساس، فإن خصائصها التقنية تمنحها مرونة للعمل كحاملة طائرات خفيفة أو حاملة للمسيرات، وهو ما ينسجم مع التوجه التركي المتسارع نحو دمج المسيرات في العقيدة البحرية.

هذه السفينة قادرة تحمل سرب من  مسيرات هجومية من طراز "بيرقدار تي بي3" ذات المدى الطويل والقادرة على الإقلاع والهبوط من على متنها، إضافة إلى المقاتلة المسيرة الشبحية "قزل إلما"، التي تمثل إحدى أبرز مشاريع الصناعات الدفاعية التركية في مجال الجيل الجديد من الطائرات غير المأهولة.

كما تدعم سفينة "أناضول" تشغيل طائرة التدريب النفاثة الهجومية الخفيفة "حُرجيت"، ما يعزز قدراتها على تنفيذ مهام متنوعة تجمع بين الهجوم البحري والجوي والاستطلاع.

ويُنظر إلى "تي سي جي أناضول" على أنها رمز للتحول الاستراتيجي في القوة البحرية التركية، حيث تجمع بين مهام الإنزال البرمائي التقليدية ودور منصة جوية عائمة متعددة الاستخدامات، بما يجعلها واحدة من أبرز السفن التي تجسّد التكامل بين القوة البحرية والتكنولوجيا الجوية الحديثة.

 ومشاركتها في "تكنوفيست" عكست التقاء الصناعات الدفاعية المتقدمة مع الحضور الشعبي والابتكار الشبابي، بما يرسّخ صورة تركيا كقوة صاعدة في مجال تكنولوجيا الطيران والفضاء.