تركيا تعزز علاقاتها الاقتصادية مع أفريقيا

أفق برس / 26 سبتمبر 2024 - خاص:

________________________

تشهد العلاقات الاقتصادية بين تركيا وأفريقيا تطوراً ملحوظاً يعكس رؤية أنقرة الاستراتيجية لتعزيز حضورها العالمي. 

يأتي هذا التوجه ضمن جهود تركيا لتوسيع نفوذها في الأسواق الناشئة وتقليل اعتمادها على الأسواق التقليدية. 

وقد أسهمت توقيع العديد من اتفاقيات التجارة الثنائية بين تركيا ودول أفريقية في زيادة حجم التبادل التجاري.

من أبرز هذه الاتفاقيات، اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا وموريتانيا التي سهلت حركة السلع والخدمات بين البلدين.

 وتسعى تركيا لتوقيع اتفاقيات مماثلة مع دول أخرى مثل إثيوبيا ونيجيريا، مما يدعم تواجد الشركات التركية في الأسواق الأفريقية.

تتوزع الاستثمارات التركية في أفريقيا على قطاعات متنوعة، أبرزها البناء والبنية التحتية، الزراعة، الطاقة، والصناعات التحويلية. 

وتستثمر الشركات التركية بشكل كبير في مشاريع البنية التحتية، مثل بناء الطرق والجسور والموانئ والمطارات. 

تلعب شركات مثل "ليماك" و"تاف" و"يابي مركزي" دوراً بارزاً في هذا المجال، حيث شاركت "ليماك" في بناء مطار السنغال الدولي، وساهمت "يابي مركزي" في بناء خطوط السكك الحديدية في تنزانيا وإثيوبيا، مما يحسن الربط الداخلي بين المدن ويعزز التجارة الداخلية.

إلى جانب البنية التحتية، تستثمر تركيا أيضاً في قطاع الطاقة، حيث تركز على بناء محطات توليد الكهرباء ومشاريع الطاقة المتجددة. 

من الأمثلة على ذلك، مشاركة الشركات التركية في تطوير مشاريع الطاقة الشمسية في دول مثل غانا وزامبيا.

وفي قطاع الصناعات التحويلية، تسعى تركيا إلى بناء مصانع في أفريقيا لإنتاج سلع محلية، عوضاً عن استيرادها. 

على سبيل المثال، قامت شركة "أركليك"، المتخصصة في إنتاج الأجهزة المنزلية، بفتح مصانع في جنوب أفريقيا ونيجيريا.

رغم النجاحات التي حققتها تركيا في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع أفريقيا، تواجه بعض التحديات مثل محدودية البنية التحتية في بعض الدول الأفريقية التي تعيق تنمية المشاريع الكبرى. 

ومع ذلك، تبقى الفرص واعدة، حيث تسعى تركيا للاستفادة من الموارد الطبيعية الأفريقية وتطوير شراكات جديدة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت التجارة الثنائية بين تركيا وأفريقيا مستويات قياسية، حيث بلغ حجمها في عام 2023 حوالي 34 مليار دولار، مع توقعات بمزيد من النمو في السنوات المقبلة.