بوابة واحدة لست دول: التأشيرة السياحية الموحدة تعزز مكانة الخليج عالمياً
- Islam Abazied
- 9 سبتمبر
- 2 دقيقة قراءة
أفق برس / 9 سبتمبر 2025 - خاص:
________________________
تتجه دول مجلس التعاون الخليجي نحو إطلاق التأشيرة السياحية الموحدة خلال العام الجاري، في خطوة توصف بأنها تحول استراتيجي يتجاوز تسهيل دخول الزوار، ليعكس رؤية أوسع لتعزيز التكامل الاقتصادي والأمني والاجتماعي بين دول المجلس.
مسجد الشيخ زايد في أبوظبي العاصمة من المعالم السياحية التراثية الدينية في دول الخليج

تمثل هذه المبادرة مقاربة شبيهة بتجربة "الشنغن" الأوروبية، حيث تمنح السائح إمكانية التنقل بحرية بين ست دول خليجية بتأشيرة واحدة فقط، وهو ما يُتوقع أن يرفع من معدلات السياحة البينية والدولية، ويخلق مسارات جديدة للاستثمار في قطاعات الضيافة والنقل والتجزئة.
البُعد الاقتصادي للتأشيرة لا يقل أهمية عن بعدها السياحي؛ فهي تخفّض كلفة السفر والإجراءات البيروقراطية، ما يجعل دول الخليج وجهة أكثر تنافسية على خارطة السياحة العالمية.
كما أنها تفتح المجال أمام حزم سياحية مترابطة تربط بين معالم السعودية والإمارات وسلطنة عُمان وقطر والبحرين والكويت، بما يحوّل المنطقة إلى "وجهة متكاملة" بدلاً من أسواق سياحية متفرقة.
أما على المستوى الأمني، فتشكّل التأشيرة الموحدة منصة لتعزيز أنظمة المراقبة المشتركة وإدارة بيانات المسافرين ضمن شبكة خليجية موحدة، بما يحقق معادلة التوازن بين الانفتاح السياحي والضوابط الأمنية.
ويرى محللون أن نجاح هذه المبادرة لن يقاس فقط بعدد السياح القادمين، بل بقدرة دول المجلس على صياغة برامج سياحية عابرة للحدود تتكامل مع مشاريع كبرى مثل "رؤية السعودية 2030" و"إكسبو دبي" و"استراتيجية عُمان 2040"، ما يعزز الدور الاقتصادي للسياحة كرافد مستدام للناتج المحلي الإجمالي.
ومن المتوقع أن تدخل التأشيرة الخليجية الموحدة حيّز التنفيذ الكامل مع نهاية 2025، بعد الانتهاء من تحديث الأنظمة التقنية والبنى التحتية ذات الصلة.
وتستند هذه الخطوة إلى قاعدة صلبة، حيث تضم دول الخليج أكثر من 10 آلاف منشأة فندقية وقرابة 837 موقعاً أثرياً وسياحياً، إضافة إلى موقعها الجغرافي الذي يجعلها نقطة وصل بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.
بهذا، يمكن القول إن التأشيرة الخليجية الموحدة ليست مجرد تسهيل لإجراءات السفر، بل هي مشروع تكاملي يعكس تحوّل المنطقة نحو مفهوم "السوق السياحي الخليجي المشترك"، بما يعزز حضورها على الخريطة السياحية والاقتصادية العالمية.






تعليقات