انتعاش السياحة التراثية بدول الخليج

أفق برس / 13 يونيو 2025 - خاص:

________________________

تخطط دول مجلس التعاون الخليجي لاستثمار تراثها الثقافي والتاريخي لجذب السياح وتعزيز التنوع الاقتصادي، من خلال ترميم المواقع الأثرية، وإقامة المتاحف العالمية، وتنظيم الفعاليات الثقافية التي تبرز هويتها.

أنشطة سياحية من التراث الخليجي

في السعودية، أصبحت السياحة التراثية إحدى الركائز الأساسية لرؤية 2030، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط.

ومن أبرز المشاريع التي أطلقتها المملكة "مشروع بوابة الدرعية"، الذي يضم حي الطريف التاريخي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

كما تم تطوير مدينة "العلا" لتكون وجهة عالمية تضم مواقع أثرية مثل مدائن صالح، إلى جانب إقامة مهرجانات ثقافية مثل "شتاء طنطورة".

تُعد الإمارات من أكثر دول الخليج استثمارًا في السياحة التراثية، حيث تمتلك مواقع مثل حي الفهيدي في دبي، الذي يضم متاحف تقليدية كـ"متحف دبي" و"بيت الشيخ سعيد آل مكتوم".

كما أطلقت إمارة الشارقة مشروع "القلب الثقافي للشارقة"، الذي يضم متاحف ومعارض تعكس التاريخ الإسلامي والعربي.

ولا تخلو العاصمة أبوظبي من المشاريع التراثية الكبرى، مثل "متحف اللوفر أبوظبي" و"متحف زايد الوطني"، اللذين يقدمان رؤية معاصرة للتراث الإماراتي.

تتميز سلطنة عُمان بثراء تراثي كبير، حيث تحتضن مواقع أثرية مثل "قلعة بهلا" و"مدينة البليد الأثرية" في صلالة، المدرجة على قائمة اليونسكو.

كما تشهد مسقط تطويرًا لمشاريع مثل "متحف عمان الوطني" و"سوق مطرح"، الذي يجذب الزوار بمنتجاته التقليدية والعطور العمانية الأصيلة.

وتستقطب عمان السياح عبر مهرجانات مثل "مهرجان مسقط" و"مهرجان صلالة السياحي"، الذي يعكس ثقافة السلطنة الجنوبية.

في سياق متصل، استثمرت قطر بشكل كبير في المتاحف العالمية مثل "متحف الفن الإسلامي" و"المتحف الوطني القطري"، اللذين يقدمان رحلة عبر التاريخ العربي والإسلامي.

كما تشهد الدوحة إقبالًا على مواقع مثل "سوق واقف"، الذي يمزج بين الأجواء التراثية والمنتجات الحديثة.

وساهمت فعاليات مثل "مهرجان الدوحة الثقافي" و"معرض الكتاب الدولي" في تعزيز مكانة قطر كوجهة للسياحة الفكرية والتراثية.

في الكويت، تبرز مشاريع مثل "المتحف الوطني الكويتي" و"بيت السدو"، الذي يعرض فنون النسيج التقليدية.

علاوة على ذلك، تشهد البلاد إقبالًا على "سوق المباركية"، الذي يحافظ على الطراز المعماري القديم ويقدم منتجات تراثية مثل العطور والأثاث التقليدي.

وتنظم الكويت فعاليات مثل "مهرجان هلا فبراير"، الذي يضم أنشطة تراثية كالرسم على الجمال والألعاب الشعبية.

تشتهر مملكة البحرين بمواقع أثرية مثل "قلعة البحرين" و"متحف موقع دلمون"، اللذين يعكسان تاريخ الحضارات القديمة، كما يجذب "بيت القرآن" الزوار المهتمين بالتراث الإسلامي، بينما يقدم "سوق المنامة" القديم تجربة تسوق تراثية.

وتستضيف البحرين فعاليات مثل "مهرجان الربيع الثقافي" و"معرض البحرين الدولي للكتاب"، مما يعزز مكانتها كمركز ثقافي.

يساهم انتعاش السياحة التراثية في تنويع مصادر الدخل لدول الخليج، حيث أصبحت تشكل نسبة متزايدة من الناتج المحلي، كما توفر فرص عمل في قطاعات مثل الضيافة والفنادق والخدمات السياحية.

لكن التحديات لا تزال قائمة، أبرزها المنافسة مع الوجهات السياحية العالمية، والحاجة إلى المزيد من الترويج الدولي، فضلًا عن أن بعض المشاريع تواجه صعوبات في تحقيق التوازن بين الحداثة والأصالة دون طمس الهوية التراثية.