النفط بين مطرقة السياسية وسندان الاقتصاد
- Mostafa Marmousa
- 24 أغسطس 2021
- 2 دقيقة قراءة
الافق - وسام هاشم ____________________
قد يظن البعض ان موضوع تسعير النفط امر سهل ويسير لكن على العكس تماما هو امر معقد للغاية وفوق مايتوقعه الجميع فالنفط مقسم الى خامات وانواع وكل خام يختلف عن الآخر بشكل جذري من ناحية قيمته عند التكرير مما يتسبب بعدة مشاكل لمصافي التكرير التي تعتمد على نوع محدد من خامات النفط .

ويرى خبراء النفط الى ان هذا العامل كان مؤثرا بشكل كبير على المصافي التي تعتمد مثلا على النفط الايراني حيث انها لم تتمكن من إيجاد النوع الملائم الذي يعوضها عن نفط إيران التي فرضت عليها عقوبات متكررة على بيعها للنفط لتكون هذه المصافي مجبرة على شراء خامات اخرى خام الأورال الروسي الامر الذي ساهم في تعزيز موقف الخام الروسي في اوربا .
وفي الوقت ذاته لم تتمكن المصافي الأوروبية من تعويض الخامات الليبية والتي تمتاز بجودة عالية من ناحية الحلاوة ومن ناحية الثقل إذ إنها خامات حلوة وخفيفة يصعب جداً تعويضها عند أي انقطاعات لها لذلك تم تعويضها بالخامات القريبة منها اي الخامات الامريكية التي بدأت بالتدفق الى الاسواق الاوربية في السنوات الاخيرة .
وبما ان لكل نوع من النفط سعرا بحسب كمية المنتجات التي تُشتق منه وبحسب السوق وطبيعتها فأن هذه الامور له علاقة وثيقة بتسعير النفط على المستوى العالمي كما انها عوامل حياتية بالنسبة الى النفط .
ومن هذا المنطلق فأن تسعير النفط وتسويقه مسألة سياسية في بعض الأحيان حيث تلعب العوامل الجيوسياسية دورا كبيرا عند التفاوض مع البائعين من الدول المضطربة سياسيا والمعرضة للعقوبات كأيران .
ويمكن القول ان سوق النفط واسعاره عملية معقدة وفنية وحساسة لذا فإن العوامل السياسية تجعل بيعه وتسعيره وتسويقه اما سهلا او صعبا فعندما لا تستطيع المصافي حساب مخاطرها وتكاليفها بشكل جيد فإن هذا ينعكس على سعر بيع المنتجات وهو مما يجعل الدول تضغط سياسياً من أجل البحث عن بدائل للنفط أو الحصول على شحنات مستقرة إما عن طريق الاتفاقيات السياسية او الحصول عليه عنوة .






تعليقات