المكانة المتنامية لإيران في قطاع البتروكيماويات الدولي
- Islam Abazied
- 30 أغسطس
- 1 دقيقة قراءة
أفق برس / 30 أغسطس 2025 - خاص:
________________________
تسعى الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى ترسيخ موقعها كلاعب أساسي في سوق البتروكيماويات العالمي، مستندة إلى وفرة مواردها الطبيعية، خصوصًا النفط والغاز، وإلى استثمارات متواصلة في تطوير البنى التحتية الصناعية والتقنيات الإنتاجية المتقدمة.

وتقوم هذه الاستراتيجية على توسيع الاستثمارات في المنشآت الحديثة، ورفع كفاءة الوحدات القائمة، وزيادة إنتاج المواد ذات القيمة المضافة مثل الميثانول والإيثيلين ومشتقات البولي إيثيلين لتعظيم العوائد الاقتصادية.
كما تعمل طهران على تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية من خلال تشجيع الشراكات المحلية والإقليمية، وبناء منظومة لوجستية متكاملة تغطي عمليات النقل والتخزين والتوزيع.
وتتركز الصادرات الإيرانية في المرحلة الراهنة على الأسواق الآسيوية، خصوصًا الصين والهند باعتبارهما أكبر المستوردين، في حين تبذل إيران جهودًا متزايدة لاختراق الأسواق الأفريقية عبر اتفاقيات تجارية ناشئة.
غير أن العقوبات الغربية، ولا سيما الأمريكية، لا تزال تمثل عائقًا أمام دخول المنتجات الإيرانية إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية.
ولمواجهة هذه التحديات، تسعى طهران إلى تعزيز تعاونها مع دول أمريكا اللاتينية، وعلى رأسها فنزويلا، في محاولة لخلق ممرات بديلة لتسويق منتجاتها وتنويع أسواقها، بما يمنحها هامشًا أوسع للمناورة خارج دائرة الضغط الغربي.
وتشير التقديرات إلى أن صادرات إيران من المنتجات البتروكيماوية قد تصل إلى نحو 34 مليون طن سنويًا، وهو ما يعادل قرابة 28 في المائة من إجمالي الطاقة الإنتاجية في منطقة الشرق الأوسط، وحوالي 2.7 في المائة من الطاقة الإنتاجية العالمية، ما يعكس مكانة متنامية تسعى إيران إلى استثمارها في تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي في آن واحد.
في المحصلة، فإن توسع إيران في سوق البتروكيماويات لا يمثل مجرد نشاط اقتصادي، بل هو أداة استراتيجية ضمن معركة أشمل لكسر القيود الجيواقتصادية، ورسم مسار تدريجي للتحول إلى قوة مؤثرة في قطاع حيوي يرتبط بموازين الطاقة والسياسة الدولية.






تعليقات