العراق يتوسع في برامج التمويل الأخضر

أفق برس / 8 سبتمبر 2025 - خاص:

________________________

في ظل التحولات العالمية نحو الاستدامة، يواصل العراق خطوات متسارعة لاعتماد سياسات التمويل الأخضر كأحد الركائز الأساسية لتنويع اقتصاده.

تقنيات متطورة للطاقة النظيفة

يمثل هذا التوجه تحولاً استراتيجياً في السياسة الاقتصادية والمالية للبلاد، يهدف العراق من خلاله إلى جذب الاستثمارات الواعدة في قطاعات الطاقة النظيفة والبنية التحتية المستدامة، والحد من الآثار البيئية الناجمة عن تغير المناخ.

يرتكز التوسع العراقي في التمويل الأخضر على عدة محاور رئيسية، أبرزها دمج معايير البيئة والمجتمع والحوكمة تدريجياً في عمليات تقييم المخاطر ومنح القروض، بما يسهم في بناء بيئة مصرفية أكثر وعياً بالاستدامة. 

تحظى مشاريع الطاقة المتجددة بأولوية ضمن خطط التمويل الأخضر، لمعالجة أزمة الكهرباء المزمنة وتعزيز أمن الطاقة. 

وتتركز الجهود على الطاقة الشمسية بالدرجة الأولى، حيث أُعلن عن خطة طموحة لتطوير مشاريع بطاقة إجمالية تصل إلى 12 جيجاوات بالشراكة مع مستثمرين دوليين.

إلى جانب ذلك، يجري العمل على دراسة إمكانات طاقة الرياح في شمال وغرب البلاد، إلى جانب مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة في المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة، بما يساهم في مواجهة مشكلتي الطاقة وتراكم النفايات معاً.

من المتوقع أن تترك برامج التمويل الأخضر انعكاسات إيجابية واسعة على الاقتصاد العراقي، فإلى جانب تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط، ستسهم هذه البرامج في خلق آلاف الوظائف الجديدة في مجالات الهندسة والإنشاءات والتشغيل والصيانة. 

كما أن تحسين إمدادات الطاقة سيدعم القطاعات الإنتاجية والصناعية، ما يقلل الاعتماد على الواردات ويعزز الصادرات غير النفطية.

على الصعيد المالي، من شأن إصدار السندات الخضراء أن يفتح قنوات جديدة للتواصل مع الأسواق العالمية ويوفر للحكومة تمويلاً إضافياً خارج إطار الموازنة التقليدية.

ورغم الطموحات الكبيرة، يواجه العراق تحديات معقدة في مسار التحول نحو الاقتصاد الأخضر، أبرزها الاضطرابات الجيوسياسية التي تحد من جاذبية بيئة الاستثمار، وضعف البنية التحتية للشبكة الكهربائية التي تحتاج إلى تطوير لاستيعاب مصادر الطاقة المتجددة.

ومع ذلك، تبقى الفرص واعدة، إذ يتمتع العراق بموارد طبيعية ضخمة، وخاصة الطاقة الشمسية والرياح، إلى جانب الدعم الفني المتزايد من المنظمات الدولية، فضلاً عن طاقات شبابية متعلمة تتطلع إلى قيادة هذا التحول.