الصناعات الدوائية توفر فرصاً واعدة للاقتصادات الخليجية

أفق برس / 26 أغسطس 2025 - خاص:

________________________

أصبحت الصناعة الدوائية من القطاعات الواعدة التي تحظى باهتمام متزايد من دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك في إطار استراتيجيات تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

تُعد المملكة العربية السعودية الأكثر تقدماً في هذا المجال، حيث تنتج أدوية لعلاج الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم، كما تستثمر في تقنيات التصنيع الدوائي الحديثة، بما في ذلك الأنظمة الآلية والتغليف الذكي.

أما الإمارات، فتحتل مكانة متقدمة في الصناعات الدوائية، حيث تجذب دبي شركات الأدوية العالمية لإنتاج اللقاحات والأدوية الحيوية، مستفيدةً من تقنيات متطورة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي في مراقبة الجودة.

وتلعب الصناعة الدوائية دوراً مهماً في اقتصاد البحرين، حيث تساهم في خفض فاتورة استيراد الأدوية وتوفير فرص عمل للكوادر الوطنية في القطاع الصحي.

وفي الكويت، يشهد قطاع الصناعات الدوائية نمواً ملحوظاً، مع وجود مصانع خاصة تنتج الأدوية الأساسية، في إطار مساعي تحقيق نسبة أعلى من الاكتفاء الذاتي، خاصة بعد التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على سلاسل التوريد العالمية.

أما سلطنة عُمان، فتشهد نمواً متسارعاً في هذا القطاع، إذ تنتج مجموعة من الأدوية والمستحضرات الصيدلانية عبر شركات مثل "عُمان للأدوية"، وبدأت في تصدير بعض المنتجات الدوائية إلى دول الجوار، مما يساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.

وفي قطر، تضم المصانع الدوائية خطوط إنتاج متطورة تعتمد على الأنظمة الروبوتية، مما يعزز الأمن الصحي الوطني ويقلل الاعتماد على الاستيراد في هذا القطاع الحيوي.

ورغم التقدم الذي يشهده قطاع الصناعات الدوائية في الخليج، فإنه يواجه تحديات، أبرزها المنافسة مع الشركات العالمية والحاجة إلى مزيد من الاستثمار في البحث والتطوير.

 ومع ذلك، تبذل الدول الخليجية جهوداً كبيرة لتطوير هذا القطاع من خلال إنشاء المدن الدوائية المتخصصة، وتشجيع الشراكات مع الشركات العالمية، والاستثمار في الكوادر الوطنية.

ومن المتوقع أن يشهد هذا القطاع نمواً متزايداً في السنوات القادمة، مع استمرار دول الخليج في تعزيز الاكتفاء الذاتي من الأدوية الأساسية وتطوير قدراتها التصديرية.