الصناعات الدفاعية البحرية التركية ترسّخ مكانتها في معرض "آيدف 2025"

أفق برس / 3 أغسطس 2025 - خاص:

________________________

باتت الصناعات الدفاعية البحرية في تركيا أحد المحرّكات الرئيسة للاقتصاد الوطني، حيث نجحت شركات الدفاع التركية عبر مشاركتها في معرض الصناعات الدفاعية الدولي "آيدف 2025" في ترسيخ مكانتها كقوة صاعدة في مجال التصنيع العسكري البحري.

وقدمت الشركات التركية خلال المعرض مجموعة متكاملة من الأنظمة والمنصات البحرية المتطورة، تعكس حجم التقدّم الذي أحرزته في هذا القطاع الحيوي.

وفي هذا الإطار، كشفت شركة "إس تي إم" عن التصميم النهائي للزورق الهجومي السريع "إف إيه سي"، الذي يُعد إنجازًا تقنيًا بارزًا. يتميز هذا الزورق بحجمه الكبير وإزاحته الواسعة، مما يجعله في مرتبة وسطى بين الزوارق الهجومية التقليدية والسفن الخفيفة من نوع كورفيت.

 وقد زُوّد بأربعة محركات ديزل متطورة تُمكّنه من بلوغ سرعة تتجاوز 39 عقدة بحرية، مع تحسينات كبيرة في المناورة والكفاءة التشغيلية، خصوصًا في المياه الضحلة والمناطق الساحلية المغلقة، ما يجعله خيارًا مثاليًا لمهام القتال الساحلي.

كما شهد المعرض عرض النسخة المطوّرة من المركبة السطحية المسيرة "مارلن-إيه إس دبليو" المخصصة للحرب المضادة للسفن. وصُمّمت هذه المركبة أساسًا لإطلاق صواريخ "كوزغون" قصيرة المدى المضادة للسفن من قواذف مدمجة، وقد أُجريت اختبارات إطلاق حي ناجحة على هذه المنظومة. 

وتمثّل التطوير الأبرز في تزويد المركبة بصاروخ "تشاكير" المتقدم من إنتاج شركة "روكيتسان"، بمدى يصل إلى 150 كيلومترًا مقارنة بـ40 كيلومترًا لصاروخ "كوزغون". ويتميّز "تشاكير" بتقنيات توجيه حراري متقدمة وإمكانية ربط البيانات، ما يمنح المركبة قدرة أكبر على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى.

مركبة "مارلين - ايه اس دبليو" السطحية المسيرة

وضمن جهود حماية المنشآت البحرية، عرضت الشركات التركية نسخة متخصصة من مركبات الحرب السطحية، مزوّدة بأنظمة استشعار استخبارية واستطلاعية متقدمة، ومحطة أسلحة تعمل عن بُعد طوّرتها شركة "بيست ديفينس". 

وتستند هذه المنصة إلى محرك بحري بقوة 460 حصانًا من إنتاج شركة "توموسان"، في مؤشر على اعتماد المشروع على القدرات المحلية الكاملة.

ومن بين أبرز المعروضات، برز الزورق القتالي المسير "أولاك" التابع للقوات البحرية التركية، والذي طوّرته شركة "هافلسان" بالتعاون مع حوض بناء السفن "يونجا". 

وقد صُمم "أولاك" لمهام مكافحة الألغام البحرية والاستطلاع، ويضم سونار مسح جانبي من إنتاج شركة "كلاين"، مدمجًا مع نظام إطلاق واستعادة متطور من تصميم "هافلسان"، ما يُمكّنه من تنفيذ عمليات متقدمة لرصد الألغام والمخاطر تحت الماء. كما جُهّز الزورق بمحطة أسلحة عن بُعد لتعزيز قدرته الدفاعية ودعمه في تنفيذ المهام المتعددة.

الزورق القتالي المسير "أولاك" التابع للقوات البحرية التركية

وفي المجال الراداري والدفاعي، كشفت شركة "أسيلسان" عن أربع منظومات بحرية جديدة شكّلت نقلة نوعية في تقنيات الدفاع البحري. وكان أبرزها منظومة "ديرينغوز 100 إل/300" الذاتية، المصممة لرصد وحماية البنية التحتية الحساسة في أعماق البحار، مثل الكابلات والأنابيب البحرية.

 وتتمتع هذه المنظومة بقدرات اتصال متكاملة تشمل الاتصالات السلكية واللاسلكية والصوتية، مع سهولة في الاستخدام والصيانة.

نظام "ديرينغوز 100إل/300" الراداري البحري

كما عرضت الشركة منظومة "غوك دنيز" للدفاع القريب، إلى جانب نظام "غوكسور" للإطلاق العمودي للدفاع الجوي، والمخصص لحماية المنصات البحرية ضد التهديدات الجوية المعقدة، خاصة الصواريخ المجنحة والمضادة للسفن على ارتفاعات منخفضة. وتستند هذه المنظومة إلى نظام متقدم للتحكم في النيران يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ما يعزّز جاهزيتها في البيئات البحرية ذات الطابع العملياتي المكثف.

وقد عكس "آيدف 2025" الديناميكية المتسارعة التي تشهدها الصناعات الدفاعية والأمنية في تركيا، مؤكدًا تصاعد مكانتها كمركز إقليمي وعالمي لإنتاج وتصدير الأنظمة الدفاعية المتطورة.

 وشكّل المعرض منصة استراتيجية لبناء تحالفات صناعية موسعة وتوسيع التعاون مع شركاء إقليميين ودوليين.

واختتم المعرض فعالياته أواخر يوليو الماضي محققًا نجاحًا لافتًا، حيث تجاوزت قيمة الاتفاقيات الموقّعة خلاله 9 مليارات دولار، بمشاركة أكثر من 800 شركة ومؤسسة من نحو 50 دولة، ما يعكس تنامي الثقة الدولية في قدرة الصناعات الدفاعية التركية على تلبية احتياجات الأسواق العالمية.