السياحة العلاجية تُغذي خزينة الدولة التركية
- Islam Abazied
- 3 سبتمبر
- 2 دقيقة قراءة
أفق برس / 3 سبتمبر 2025 - خاص:
________________________
أصبحت السياحة العلاجية في تركيا واقعًا ملموسًا وقطاعًا اقتصاديًا حيويًا، يقوم على مقاربة تجمع بين التميز الطبي والتقني والخدمة السياحية المتكاملة.

وتشهد البلاد استثمارات ضخمة في البنية التحتية الصحية، مدعومة بكوادر طبية مؤهلة وأسعار تنافسية مقارنة بدول أوروبا وأمريكا، ما جعلها تتصدر خيارات المرضى القادمين من منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
وتوفر المراكز الطبية التركية خيارات علاجية شاملة تغطي مختلف التخصصات، حيث تأتي جراحات العظام والمفاصل وعمليات العمود الفقري في المقدمة، تليها جراحات القلب المفتوح وتركيب الدعامات، وقد حققت هذه المراكز نسب نجاح مرتفعة معترفًا بها عالميًا.
كما تبرز تركيا كإحدى الوجهات الرائدة عالميًا في مجال زراعة الشعر باستخدام تقنيات متطورة، الأمر الذي جعل مدنها الكبرى تستقطب أعدادًا كبيرة من المرضى القادمين خصيصًا لهذا الغرض.
وتشهد مجالات طب وزراعة الأسنان أيضًا إقبالًا متزايدًا بفضل الجودة العالية والتكلفة المنخفضة نسبيًا.
ولا تقل أهمية تخصصات أخرى مثل طب الأورام وعلاجات السرطان بالتقنيات الحديثة، وجراحات السمنة المفرطة التي تُقدَّم ضمن حزم متكاملة تشمل المتابعة الغذائية والنفسية، فضلًا عن الجراحات التجميلية والتقويمية بمختلف أنواعها.
ويستند النجاح الطبي التركي إلى دمج أحدث التقنيات في التشخيص والعلاج، حيث تستخدم المراكز المتطورة أدوات دقيقة في العديد من العمليات، ما يقلل من فترة النقاهة ويرفع مستوى دقة النتائج.
وفي مجال تشخيص الأورام، تُعتمد تقنيات متقدمة مثل العلاج الإشعاعي الذكي والعلاج بالبروتونات في بعض المراكز.
كما أسهم الاستخدام الواسع للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، خصوصًا في مجال الأشعة، في رفع كفاءة ودقة التقارير الطبية، مما عزز ثقة المرضى بالنتائج.
وعلى الخريطة الطبية لتركيا، تبرز عدة مدن كمراكز رئيسية، حيث تتصدر إسطنبول بفضل مستشفياتها العامة والخاصة المتطورة التي تجمع بين التكنولوجيا والكفاءات البشرية، وتستقبل غالبية المرضى القادمين للعلاج.
فيما تشتهر أنقرة بمراكزها المتخصصة في طب الأورام وأمراض القلب، مستفيدة من جامعاتها الطبية المرموقة. أما بورصة، فتميزت بمراكز العلاج الطبيعي والفيزيائي، خصوصًا في معالجة أمراض الروماتيزم والاستشفاء بالمياه المعدنية الحارة، مستغلة مواردها الغنية بالينابيع.
ولا يقتصر أثر السياحة العلاجية على الجانب الصحي فقط، بل يتجاوز ذلك ليكون داعمًا أساسيًا للاقتصاد الوطني.
ويُعد هذا القطاع مصدرًا مهمًا للعملة الصعبة، إذ ينفق المريض آلاف الدولارات تشمل تكاليف العلاج والإقامة والفنادق والنقل والترفيه.
كما يساهم في خلق آلاف فرص العمل المباشرة للأطباء والممرضين والفنيين والإداريين، وغير المباشرة في قطاعات السياحة والفندقة والنقل. كذلك يحفّز الاستثمار المستمر في بناء وتجهيز المستشفيات المتطورة، مما ينعش قطاعي البناء والصناعات الطبية التكنولوجية.
ورغم التحديات، فإن استمرار الاستثمار في البنية التحتية والكفاءات البشرية والتسويق الدولي الذكي يرسخ مكانة تركيا على خريطة العالم كوجهة علاجية رائدة.






تعليقات