الاستزراع السمكي يعزز الأمن الغذائي القطري

أفق برس / 6 أغسطس 2025 - خاص:

________________________

تشهد قطر في توجهًا متزايدًا نحو تعزيز الأمن الغذائي، ومن بين القطاعات التي حظيت باهتمام كبير، يأتي الاستزراع السمكي كأحد الحلول الواعدة لسد الفجوة بين الإنتاج المحلي والطلب المتزايد على الأسماك.

المزارع السمكية

يعتمد الاستزراع السمكي في قطر على عدة أنظمة، أبرزها الاستزراع في الأقفاص العائمة، والذي يتم في المناطق الساحلية مثل الشمال والغرب، حيث تُربى الأسماك في بيئة شبه طبيعية.

كما تُستخدم أنظمة الاستزراع المكثف في الأحواض الداخلية، والتي تعتمد على التحكم الكامل في الظروف البيئية مثل درجة الحرارة ونسبة الأكسجين.

بالإضافة إلى ذلك، بدأت قطر في تجربة تقنيات الاستزراع المتكامل، حيث يتم دمج تربية الأسماك مع الزراعة لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية.

يشهد القطاع استخدامًا متزايدًا للتقنيات الذكية، مثل أنظمة المراقبة الآلية التي تتابع جودة المياه وصحة الأسماك عبر أجهزة استشعار متطورة.

كما تُستخدم الأعلاف المُصنّعة بطريقة علمية لتلبية الاحتياجات الغذائية لأنواع الأسماك المستزرعة، وتلعب مراكز الأبحاث دورًا محوريًا في تطوير سلالات أسماك أكثر مقاومة للأمراض وأسرع نموًا.

وتعتمد خطة قطر في مجال الاستزراع السمكي على تطوير الخدمات وتشجيع القطاع الخاص لإنشاء عديد من المزارع السمكية ضمن مشروعات الأمن الغذائي؛ وذلك لزيادة الإنتاج السمكي المحلي بما يقارب 7500 طن سنويًا من الأسماك الطازجة والروبيان.

تُعد السوق المحلية الوجهة الأساسية لمنتجات الاستزراع السمكي في قطر، حيث يشهد الطلب نموًا ملحوظًا بسبب زيادة عدد السكان وارتفاع معدلات الاستهلاك الفردي.

كما بدأت الدوحة تستكشف فرص التصدير إلى الأسواق الإقليمية، خاصة في دول الخليج المجاورة التي تعاني من فجوة بين الإنتاج المحلي والطلب.

وتُسهل اتفاقيات التجارة الحالية بين دول مجلس التعاون الخليجي حركة المنتجات السمكية دون عوائق جمركية كبيرة.

رغم النجاحات، تواجه صناعة الاستزراع السمكي في قطر تحديات مثل ندرة المياه العذبة وارتفاع تكاليف التشغيل، خاصة في أنظمة الاستزراع المكثف.

كما أن الاعتماد على الأعلاف المستوردة يشكّل عبئًا ماليًا.

ومع ذلك، تسعى الجهات المعنية إلى تعزيز التعاون مع الشركات العالمية لنقل الخبرات، واستكشاف تقنيات مثل تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة.

وفي المستقبل، قد تصبح قطر مركزًا إقليميًا للاستزراع السمكي إذا استمرت في تبني الابتكارات وزيادة الاستثمارات.