الإمارات تدمج الذكاء الاصطناعي في أنشطتها الاقتصادية

أفق برس / 4 سبتمبر 2025 - خاص:

________________________

في مشهد يعكس السباق الخليجي نحو المستقبل، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كأحد أبرز الفاعلين في مجال دمج التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، ضمن منظومتها الاقتصادية.

وقد امتد تأثير الذكاء الاصطناعي ليشمل قطاعات متعددة؛ ففي قطاع الطاقة، توظف شركات النفط الإماراتية خوارزميات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باحتياجات الصيانة وتحسين عمليات الاستكشاف.

وفي القطاع الصحي، تسهم هذه التقنيات في تحليل الصور الطبية وتشخيص الأمراض بدقة وسرعة أعلى في العديد من المؤسسات الطبية في دبي وأبوظبي.

أما في قطاع الخدمات المالية، فقد اعتمدت البنوك الإماراتية على الذكاء الاصطناعي لمكافحة الاحتيال، وتحليل المخاطر الائتمانية، وتقديم خدمات مصرفية أكثر تخصيصًا.

ويمتد دور الذكاء الاصطناعي إلى القطاع اللوجستي، ففي موانئ مثل ميناء جبل علي، حيث تُدار عمليات تفريغ وتحميل الحاويات بواسطة الروبوتات بشكل أوتوماتيكي كامل.

ويترك هذا الدمج آثارًا إيجابية على الاقتصاد الإماراتي من عدة جوانب؛ أبرزها رفع مستويات الإنتاجية والكفاءة التشغيلية من خلال أتمتة العمليات وتقليل الهدر، بما يخفض التكاليف على المدى الطويل.

كما يسهم في خلق صناعات جديدة وفرص عمل نوعية في مجالات تطوير الخوارزميات وعلوم البيانات، ما يدعم تنويع القاعدة الاقتصادية.

إلى جانب ذلك، يعزز التوجه نحو الذكاء الاصطناعي مكانة الإمارات كبيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث باتت وجهة مفضلة للشركات الناشئة التقنية والعملاقة العالمية لاختبار وتطبيق حلولها.

 كما يمنح الاقتصاد الإماراتي مرونة أكبر عبر بناء نموذج أقل اعتمادًا على العوامل التقليدية وأكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية.

ورغم الإنجازات الكبيرة، لا تزال هناك تحديات، أبرزها تأمين الكفاءات البشرية المؤهلة لقيادة هذا القطاع، الأمر الذي يستدعي تطوير النظام التعليمي وتحديث التشريعات الخاصة بجذب المواهب العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي. 

كما تثير قضايا الخصوصية والأمن السيبراني مخاوف متزايدة مع تنامي عمليات جمع وتحليل البيانات، ما يتطلب أطرًا تنظيمية وتشريعية صارمة.

ومع ذلك، فإن هذه التحديات تفتح الباب أمام فرص ريادية، إذ يمكن للإمارات أن تطور حلولًا متقدمة في حوكمة الذكاء الاصطناعي وأطره الأخلاقية، لتصديرها كمنتج فكري وتقني إلى العالم.