"آيدف 2025" يعزّز التعاون "الخليجي - التركي" في الصناعات الدفاعية

أفق برس / 2 أغسطس 2025 - خاص:

________________________

في ظل التحولات المتسارعة في مشهد الصناعات الدفاعية عالميًا، شكّل معرض "آيدف 2025" في إسطنبول محطة محورية لإعادة تشكيل خريطة الشراكات الاستراتيجية بين تركيا ودول الخليج.

المدرعة "ماتفي" من انتاج شركة "كالدس" الإماراتية

فخلال أسبوع من الفعاليات التي جمعت عشرات الشركات المتخصصة ووفودًا رفيعة المستوى، برز التعاون الخليجي–التركي كمحور أساسي في المعرض، عبر توقيع اتفاقيات نوعية، واستعراض حلول تكنولوجية متقدمة، وإطلاق نماذج تعاون صناعي جديدة.

وقد كشفت المشاركة الإماراتية والسعودية في "آيدف 2025" عن طموح متصاعد لبناء قدرات عسكرية مستقلة عبر نقل التكنولوجيا، وتوطين الصناعة، وإقامة شراكات تشغيلية مع أبرز المصنعين الأتراك.

وفي هذا السياق، لم يقتصر الحضور الخليجي على العروض التقنية، بل شمل أيضًا تفعيل دبلوماسية الصناعات الدفاعية، بما يعكس نضوجًا استراتيجيًا في مقاربة الأمن الإقليمي من بوابة التصنيع والتكامل الصناعي.

وساهم معرض "آيدف 2025" للدفاع، الذي امتدت فعالياته لأسبوع كامل في مدينة إسطنبول، في تسليط الضوء على أبرز المنتجات الدفاعية الحديثة في منطقة الخليج، خصوصًا من قبل الشركات الإماراتية والسعودية، كما وفّر منصة استراتيجية لعقد اتفاقيات تعاون مع الشركات التركية.

وفي هذا السياق، شهد المعرض، الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي، توقيع اتفاقية تعاون بين شركة "هافيلسان" التركية وشركة "كالدس" الإماراتية لتكنولوجيا الدفاع.

وتنص الاتفاقية على تطوير نماذج متكاملة لطائرة "بي-250" التي صمّمتها وصنّعتها "كالدس"، بما يسهم في توسيع نطاق التعاون الصناعي الدفاعي بين تركيا ودولة الإمارات.

وقدّمت الشركات الإماراتية ضمن الجناح الوطني لدولة الإمارات عرضًا لمنظوماتها الكهروضوئية المتقدمة، بما في ذلك تقنيات الأشعة تحت الحمراء، والتي تُعد عنصرًا أساسيًا في المنظومات الدفاعية الحديثة.

وتتيح هذه التقنيات تنفيذ مهام الرصد والتعقب بدقة عالية في مختلف الظروف، لا سيما في بيئات الرؤية المحدودة، من خلال الدمج بين التصوير الحراري والاستشعار البصري وتحديد المدى بالليزر، ما يوفّر وعيًا ميدانيًا متقدمًا يعزّز دقة الاستهداف وكفاءة العمليات.

وعبر منصتها تحت مظلة الجناح الوطني، عرضت شركة "كالدس" مجموعة من أبرز حلولها ومنتجاتها، من بينها مركبة الدعم القتالي المدرعة "ماتفي"، المزوّدة بمنصة إطلاق صواريخ "الحداة"، إلى جانب ستة نماذج مختلفة من هذه المنظومة.

المدرعة "ماتفي" من إنتاج شركة "كالدس" الإماراتية

كما قدّمت نموذجًا مصغّرًا لخط إنتاج مصنع الآليات العسكرية "سي إل إس"، ومحاكاةً لقمرة قيادة طائرة "بي-250"، إضافة إلى نموذجين مصغّرين للطائرة الهجومية الخفيفة "بي-250" والطائرة التدريبية المتقدمة "بي-250 تي"، فضلًا عن حلولها في مجال تصنيع المكونات الفرعية.

كما استعرضت "كالدس" نموذجًا خاصًا للهيكل البنيوي للمركبات القتالية، المصنّع محليًا، والذي يُعد من أبرز منتجات الشركة بفضل صلابته العالية وقدرته على تحمّل الأوزان الكبيرة والظروف التشغيلية القاسية، إلى جانب قابليته للتعديل وفقًا لمتطلبات الدعم القتالي، بما يشمل أنظمة الحماية والتسليح ومقاومة الألغام.

في المقابل، أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية السعودية عن توقيع ثلاث مذكرات تفاهم مع شركات تركية رائدة، وذلك على هامش المعرض.

وتهدف هذه الاتفاقيات، التي وُقعت خلال أسبوع الفعاليات، إلى نقل المعرفة والخبرات التقنية، وتطوير الصناعات العسكرية السعودية بما يعزز الأمن الوطني ويدعم التنمية الاقتصادية المستدامة.

وقد تم التوقيع بالتعاون بين مصنع "الإسناد" السعودي وكل من مجموعة "إم دي إتش ماكيل"، ومجموعة "أكسا"، وشركة "آيازيليم" التركية.

وسعت الشركات السعودية من خلال مشاركتها إلى إبراز التقدّم النوعي الذي يشهده قطاع الصناعات العسكرية في المملكة، كما شهد الجناح السعودي تنظيم سلسلة من الاجتماعات واللقاءات الثنائية مع الشركات والوفود الدولية، بهدف تبادل الخبرات وتعزيز مجالات التعاون ونقل المعرفة.

وقد عكست فعاليات معرض "آيدف 2025" الديناميكية المتسارعة للابتكار في قطاعي الأمن والدفاع، وأكّدت مكانة تركيا المتصاعدة كمركز إقليمي وعالمي لإنتاج وتصدير الأنظمة الدفاعية المتقدمة.

كما شكّل المعرض منصة محورية لعقد تحالفات استراتيجية وتوسيع آفاق التعاون الصناعي الدفاعي بين تركيا وشركائها الإقليميين والدوليين.

واختُتم معرض الصناعات الدفاعية الدولي "آيدف 2025" في إسطنبول مع نهاية شهر يوليو، مسجّلًا نجاحًا لافتًا على صعيد الصفقات والتحالفات الدفاعية، إذ بلغت القيمة الإجمالية للاتفاقيات الموقعة خلال المعرض نحو 9 مليارات دولار.

كما حقق المعرض نجاحًا كبيرًا من حيث حجم المشاركة ونوعية الابتكارات المعروضة، حيث شهد حضور أكثر من 800 شركة ومؤسسة من نحو 50 دولة، ما عزّز مكانته كأحد أبرز الفعاليات الدفاعية الدولية لهذا العام.